رواية محظية الفرعون الجزء الثاني - المقدمة
المقدمة
الكلمات المألوفة تردد صداها مرة بعد أخرى في أذنها، لدرجة انا ظنت انها عادت الى تلك اللحظات السعيدة والدافئة. اختفى أمون اله الشمس تدريجيا في الأفق، السماء الصافية تلونت باللون الأحمر المأساوي، و النهر المتدفق بقسوة غسل جوانبه الحادة. انفاس الجنود اختفت الواحدة بعد الأخرى، وصوت الجنود جنحت بعيدا، واغرقت دماء الجنود المارقة الأرض الجافة.
يا الهة مصر، ارجوكم استمعوا لندائي
الاله هيراس, انا ممتن لك لمنحي الشجاعة و قوة القتال و السماح لي بالقتال لحماية بلدي
امون، شكرا لك لحماية روح المقاتلين البطولية، ومنحهم الاستراحة الهادئة
الاله اوسيريس, ارجوك احمي ملوك مصر الأموات و اسمح لهم بالحياة مرة أخرى بعد موتهم.
الالهة هابي, أرجوك نفذي وصية الالهة, و اتركي الناس الذين حولي و حبيبي فرعوني رمسيس
حتى لو توقف نبض القلب، حتى لو انتهت الحياة
وقفت هناك، تسمرت أطرافها. و على الرغم من رغبتها بالصراخ، بالتحرك، الا ان جسدها بدى مثبتا بصخرة هائلة، مما جعلها غير قادرة على التحرك خطوة. كل ما استطاعت فعله هو النظر اليه بياس.
كانت فقط تستطيع المشاهدة، السهم الذي شق الهواء الساخن، ينطلق ويطير ويصيبه في صدره بلا تردد.
تناثرت الدماء من صدره، وسقطت على وجهها، حرارته كانت حقيقية، و فجاه أصبحت أطرافها باردة، فقط حرارة الدماء على وجهها، كإبرة حادة، هو ما شعرت به.
ذكرياتها المشتتة تزاحمت في مخيلتها كما لو كانت في حلم طويل. ويسبب لها الاختناق
لم تستطع التنفس ولا التحرك ولا حتى اصدار صرخة خائفة، فقط انهارت وشاهدته يسقط امام عينيها، وابتسامه لطيفة مرسومة على وجهه، ثم يغمى عليه ويبدأ بفقدان معالم الحياة. بياس حاولت التحرك لتصله وتضمه، استنفذت كل طاقتها ولكنها لم تستطع فعل شيء
" اردت ان أرى الازهار التي تحبينها، والقصر الذي تعيشين فيه والحقول الخضراء الواسعة. اريد ان اذهب الى الكلية القديمة التي ترتادينها، واشاهد أبنيتكم الطويلة. اريد ان اطير معك."
بياس أغلقت عيونها. الكلمات المألوفة تردد صداها أكثر وأكثر في اذنها، مما جعلها تظن انها عادت الى تلك اللحظات الدافئة والسعيدة. وعندما فتحت اعينها ثانية، كانت الرائحة بجانبها قوية جدا. وجهه المتقلص الما لم يختفي...
كل تلك السعادة، كما لو انها لم تكن، هي فقط حقيقة كاذبة.
⏩ الفصل الاول
0 تعليقات