رواية محظية الفرعون- الفصل الثالث
نقدم لكم الفصل الثالث من رواية محظية الفرعون (Pharaoh's Concubine) الجزء الثاني من المدونة العربية الشاملة.
قراءة ممتعة :)
_______________________________________________
السلام عليكم
اود تفسير بعض الامور قبل البداية بالفصل
* ايفي عادت الى العصر القديم بصفة اخت الفرعون رمسيس لذلك لا تتعجبو من لفظ صاحبة السعادة.
* تم التطرق لجزء من ماضي والد رمسيس, قمت بوضع بعض الملاحظات بين -- لتسهيل فهم الاحداث
* لو لاحظتم, هذا الفصل اخذ وقتا مضاعفا بالترجمة و ذلك حتى تمكنت من فهم الملاحظات السابقة و تقديم الفصل بصورة مقبولة
و الان الى الفصل .. قراءة ممتعة ^
________________________________________________
ربما، في هذا الشأن، هو انحرف تدريجيا عن العدالة التي يجب ان يملكها الحاكم، وكان عاطفيا بإفراط. ربما هو بحاجة الى بعض الوقت للتفكير، ان كان يريد قتلها...
كان الظلام يلف المكان.
كل ما تراه هو اللاشيء.
كل ما تسمعه هو الصمت.
كل ما تلمسه هو الفراغ.
الشعور الحقيقي الذي تشعر به هو الألم الحارق في قلبها والذي ينتشر مع تدفق دمها الى جميع انحاء جسدها. اخذ الألم نبضها وتنفسها.
هل هذا تأثير السم؟ هل ستموت؟
إذا بعد كل هذا هي لم تعد الى جانبه
لا، هي لا تريد الموت، تستطيع تحمل الكثير من الألم، تستطيع تحمل العذاب القاسي، تريد ان تستيقظ، تريد ان تراه، تريد ان تراه!
أرمشي بعينيك، افتحيهن حالا!
" صاحب السمو الملكي!"
" لقد استيقظت"
"صاحبة السمو الملكي ليست ميتة!"
انساب الصوت المزعج الى عقلها، وميزت قليلا اللغة القديمة المألوفة. الألم في صدرها أصبح حقيقيا، تستطيع سماع نبض قلبها، تستطيع الإحساس بجفاف شعرها. هي ... هي لا زالت على قيد الحياة.
" صاحبة السمو الملكي، هل انت بخير؟" رنت الجملة المألوفة في اذنها، لكن مع اسم اخر.
فتحت ايفي عيونها بتشوش، من بين اوهامها، رات وجه خادم يرتدي الملابس المصرية القديمة. هل هذا حلم؟ في الأشهر القليلة الماضية، شاهدت الالاف من الاحلام. أغلقت عينيها واعادت فتحها مجدا، والأشخاص من حولها لم يختفوا هذه المرة. انفجرت فرحة عارمة في صدرها وانتقلت عبر دمها الى جسدها كله. هل عادت؟ هل هي حقا عادت؟ هي حقا عادت الى ذلك الشخص؟ بصرف النظر عن الألم في صدرها، بغض النظر عن قسوة وبرودة الأرض تحتها، بذلت جهدها لترفع نفسها وتنظر حولها.
كانت الشمس تغيب، ضوء الشمس توهج وانعكس على الرمال على مسافة ليست بعيدة وتسلل الى القاعة، وقف التمثال الطويل في وسط القاعة تماما، ينظر بمحبة وبرود الى جميع من في المعبد. كان هناك عمود طويل بيضاوي الشكل يرتفع لأعلى، على راس العمود تمثال بشكل لوتس في مصر العليا، ليدعم السقف المرتفع، جميع الاعمدة المصرية القديمة كانت مغطاة بنقوش لطقوس تضحية رائعة وبألوان حية، والعديد من الالهة المصرية مصنوعة من احجار زرقاء وبيضاء، كان هناك الكثير من الكهنة بأزيائهم المعروفة، وقفو بجانب بعضهم يبدون الاحترام مشكلين صفا وممسكين بأثار مختلفة. بعد الكهنة، تستطيع رؤية شخص غامض، شخص بهيبة واضحة، والذي لا تستطيع رؤية وجهه المألوف الغريب.
لا بد ان هذه الحجرة الرئيسية في المعبد هنا في البلد الذي ينتمي للشمس.
ارادت ان تتحدث، لكن قلبها المها، وببطء خرج سائل من حلقها، وبسرعة غطت فمها بيدها ومنعت الدم من الخروج.
اقترب كاهن أصلع الراس من ايفي والقى عليها نظرة متفحصة حذرة من مسافة متر بعيدا عنها. قبل أي رد فعل منها، استدار وذهب للرجل الذي يقف بجانب صاحب الملابس البيضاء " سعادتك، أي وي لا تزال حية"
كلماته الواضحة جعلت دمها يتجمد مباشرة. إذا عادت الى المكان والزمان الصحيحين، عندها ... سيكون هذا الرجل تحت سلطة شخص واحد، فقط.. فقط إذا كان هو.
في ال 100 يوم الماضية، كل يوم كل وجه مثالي وبارد تراه عندما تغلق عينيها، والعيون الكهرمانية تجعل من قلبها دافئا. هل ستستطيع أخيرا ان تراه مجددا؟؟
هل ما زال يذكرها؟ هل ما زال يذكر الماضي الذي قال لها فيه أن لا أحد في عقله الا هي...
تزايد توتر ايفي لدرجة انها لم تستطع الكلام، رفعت الغطاء لصدرها وامسكته بأصابعها. واتسعت عيونها وهي تشاهد الرجل الذي يتقدم ببطيء تجاهها، الرجل باللباس الأبيض.
فجأة، الخادم العجوز الذي كان بجانبها، أسرع وانحنى امام الرجل القادم، وبكلمات باكية قال " سعادتك.. سعادتك انا ارجوك، انظر بعين العطف على الخدم الذين خدموا الملك لعقود، وارجوك بان تترك أي وي"
تردد صدى الرجاء في القاعة، نظر الكهنة والحراس ببرود وهدوء الى ايفي التي كانت في منتصف المسافة في وسط القاعة، والى الخادم العجوز المحني بجانبها. لم تفهم ايفي سبب تصرف الخادم العجوز ونظرت اليه، ايفي.. هل هو يقصدها؟ لم طلب منه ان يدعها تذهب؟ هي ظهرت الان فقط هنا، وهي حتى لم تحظ بفرصة لتفعل شيئا يستحق العقاب او قطع راسها. فكرت بسرعة، وادارت راسها باتجاه الرجل ذو الرداء الأبيض.
فتح الكاهن الاصلع فمه ببطء " صاحبة السعادة لم تفعل أي شيء جيد للكهنة. هي قتلت الاميرة النبيلة ونيفرتاي، حتى لوكان ميتا الان، يجب الا يكون هناك معارضة... "
سمعت أي وي هذا الصوت السميك، ولكنه بدا كأنه يطوف من عالم اخر، عالم من الياس...
سعادتك وحضرة سعادة الاميرة نيفرتاي...
" لكن! لكن بعد كل هذا، أي وي هي اخت سعادته. حتى لو ارتكبت خطا، انا اطلب منه مسامحتها وهي لن تموت" قال الخادم العجوز، جلس العجوز الاصلع القرفصاء على الأرض الصلبة مصدرا صوتا سمعه الجميع.
اتسعت عينا ايفي، ولم تستطع فهم معنى كلامه بالضبط.
اخته؟ من هي اخته؟ هل نادوها ايفي؟ هذا اسمها!
" سعادتها ليست من دم العائلة الملكية. هي الان ارتكبت خطا كبيرا، ويجب ان تموت بلا تردد" كان صوت الكاهن باردا جدا، ووقف جميع من كان بالمعبد صامتين، كانت عيون الجميع تنظر لايفي التي بالمركز ببرود وازدراء، بكى الخادم العجوز بجانب ايفي غير قادر على الكلام.
" انا ... ما الذي فعلته؟" كان ما يزال هناك القليل من الدم في حلقها، كان الصوت متحشرجا كأنه ليس صوتها. رفعت ايفي ظهرها الى اعلى مستقيما ونظرت الى الرجل خلف صاحب الملابس البيضاء. على أي حال، يجب ان تتأكد منه شخصيا. " هل هذا الرجل ورا الحجاب خلفك.. رمسيس؟؟"
دوى صوت شهقات في القاعة، والحضور الذين كانوا صامتين أصلا أصبحوا مثارين كالماء المغلي، أشار كل واحد منهم الى ايفي ووصلتها مباشرة كلماتهم الغاضبة.
" لنذهب، لديك الجرأة لذكر اسم الفرعون"
" اخت الشر"
" الإعدام، الإعدام"
أصبح الجو مليئا بالاتهامات الشرسة، واضطر حراس المعبد لتهدئة الامور بأنفسهم، ادار الخادم العجوز الذي كان ساقطا بجوار ايفي راسه باندهاش ونظر لصاحبة السمو. في هذا الوقت، الناس في الخلف مدو أيديهم اليسرى ببطء في القاعة.
استعادة المعبد هدوءه بما بدى كأنه معجزة. السوار الذهبي في معصمه الايسر، والمحفور عليه بحذر رموز العائلة الحاكمة والتي تمثل القوة الفريدة التي يتمتع بها الحاكم. أصبح الرجل بالرداء الأبيض محاطا بالكهنة من جميع الجهات، والوجه الماكر أصبح واضحا وحقيقيا في تلك اللحظة.
انزلت يداها للأسفل، بسبب الجبن الذي لم تستطع إيقافه في قلبها
منذ وقت طويل مضى، سمعت الناس يصفونه كما يبدو الان، وجه الفرعون رمسيس الجميل لكن البارد. العيون الكهرمانية اللامبالية بدت كأنها قادرة على رؤية كافة التمويه والخداع في هذا العالم. انه عاقل وحكيم وهو عادل جدا لكنه لا يرحم. هي كانت لا تستطيع التأكد من هذا التقييم، لأنه في ذاكرتها، هو شخص بأجمل واشمل الصفات، دائما نظر لها بلطف، وحقق لها جميع رغباتها، ومنحها الحب والاهتمام. هذا هو رمسيس الذي في ذاكرتها والذي اختبرته، وفي التاريخ، هذا ما يمثله الاسم العظيم.
اعتادوا على حب بعضم، وهم قد احبو بعضهم لدرجة إيذاء أحدهما الاخر، إذا كان لا وجود لها في هذا التاريخ، إذا لم يكن لها أي ظل في ذاكرته، ماذا سيحصل لها... أصبحت خائفة قليلا.
اقتربت الخطوات ببطء، والصنادل المزينة بخيوط من ذهب توقفت أخيرا امام عينيها. الصوت البارد المألوف دوى كالبرق في راسها " ايفي، انظري لي"
لا.. هو حقا لا يناديها هي، هو يناديها نيفرتاي او او وي، لكنه لم ينادها ايفي مطلقا.
كان هناك نفاذ صبر في الصوت اللامبالي، والصولجان الذهبي وضع بوقاحة تحت ذقنها. اللمسة الباردة حطت الجزء المتبقي من قلبها، ضغط الصولجان على ذقنها، لم يعد هناك خيار اخر امام ايفي. ارفعي راسك.
" لا تختبري صبري"
لا زالت ايفي تتذكر رؤيته للمرة الأخيرة عندما سقط ببطء امام عينيها، في عالم ابيض واسود. اللون الوحيد كان لون دمه الذي يتدفق من جانب فمه وقميصه الغارق بلون دمه ولون الشمس. الوجه الجميل والصغير كان شاحبا كأنه قطعه من الورق، لكنه ابتسم، مظهرا نظرة راضية وسعيدة. الأصابع الباردة ارتجفت على وجهها، ودموعها التي لم تستطع السيطرة عليها تدفقت من عيونها وسقطت على الأرض.
استمر بالكلام عن شيء ما، ودمه استمر بالتدفق من فمه. كان صوته منخفضا وضعيفا ولم تستطع سماع أية كلمة منها، لذلك تشبثت به ودعت اذنها تلامس شفاهه الهامسة بضعف.
اختفت الشمس تدريجيا في الأفق، وتحرك الهواء بصمت حاملا التراب وضاربا به بشرتها البيضاء، كان كل شيئ حولها هادئا، هادئا جدا لدرجة انها تستطيع سماء قلبه ينبض ببطء وببطء بين اضلعه القوية الى ان توقف.
أخيرا فهمت كلماته التي بدفء وطعم دمه، وبمذاق حبه.
" وي.. يجب عليك ان تتذكري"
" سنلتقي مجددا، لا تنسي حتى الموت..."
اختفي ذلك العالم فجأة، ولا شيء لتفعله الان مع كلماته. كلماته الحلوة التي حطمت قلبها تحولت لتكون وداعهما القاسي. المها الصولجان فجأة ولم تستطع التنفس.
بسبب المها، أجبرت على النظر لأعلى ورؤية الوجه الغريب المألوف امامها.
الانف الطويل، الرموش الجميلة، الشفاه العريضة، العيون الواسعة تنظر لها بلا أي عاطفة، عيونه اللامبالية تبدو كخيط محبوك يسحب خطا من الامل من قلبها، وبعدها يزيد سرعته، اكثر واكثر، حتى يستنفذ جميع عواطفها في قلبها ويترك مكانها فراغا ضخما.
من هذه اللحظة، يكفي استعراضا للماضي الذي اختفى
هي حقا.. لن تحصل على حبه؟
" سعادتك، سعادتك، انا اتوسل اليك" سقط الخادم العجوز عند قدمي رمسيس وقبل قدميه وهو يبكي. " ايفيرن، حتى لوانها اخطأت، العقاب الذي اعطيته لها كاد يقتلها، والان هي تستطيع النهوض، يجب ان تكون الملك الأول لتباركه"
في هذه اللحظة، امالها المتبقية تحولت لفقاقيع في الهواء، امسكت ايفي بلا شعور صدرها، لقد تحولت... هذا الألم، شعور الموت بجانبه هو ما منحها إياه؟ له ولأطفال نيفرتاي، والازدراء لحياتها.. تقلص قلبها الما ولم تستطع الاحتمال أكثر وتدفقت دماؤها من فمها
انه يؤلم، قلبي يؤلمني
"ديو، لنذهب"
" سعادتك" قالها متمسكا بقدمي رمسيس
في اللحظة التالية، ركله بقدمه بدون أي تعبير، وعاد لركل الخادم العجوز ثانية في وسطه" ادخل في صف الأموات"
" حية.. ما زالت" في كل لحظة أقول فيها كلمة بطعم الدم، لا أستطيع مقاومة الألم في قلبي. استجمعت ايفي كل قوتها ووقفت وجسدها يرتجف. الظهر الناعم مستقيم، وقفت، رفعت فكها السفلي ببطء ونظرت عيونها بحزن الى الرجل المألوف الغريب.
" لا يهم ما الذي فعلته، حياتي ملكك، تستطيع قتلي في أي وقت تشاء" توقفت، اشارت بيدها المصبوغ بدمها الى العجوز المستلقي بجانبها، " ولكنه فقط يريد حمايتي" سيدي، اخلاصه يجب ان يكافئ"
حملق بها كما لوانه لم ير ايفي بجواره مطلقا ونظر لها ثانية.
" هل تتجرئين على التدخل؟ مصر لي، هل نسيت؟"
" لان مصر لك" كان قلب ايفي يتقطع الما، وكان هناك بقعة من الظلام امام عيونها، تقاطر عرقها البارد على خديها، كانت قدماها تهتز قليلا، كانت على وشك الموت، ربما بعد انهائها هذه الجملة، ستموت حقا... لكن، لكنها تعلم ان هذا العجوز يقوم بحمايتها، وتعلم ان هذا العجوز مخلص للفرعون.
لم ترد ان تراه يقتل شخصا مخلصا له، كان تامل ان يكون هناك اشخاص مخلصين أكثر حوله، وبهذا يصبح صعبا على أي أحد ايذائه، اليس كذلك؟
" انت الوسيط الوحيد بين البشر والاله. انت العدالة لمصر العليا والسفلى، ولهذا يجب عليك الالتزام بالعدالة في المكافآت والعقوبات"
في هذه اللحظة، قرات القليل من التشوش في عيونه الكهرمانية، لكنه كان تعبيرا عابرا ولم يتبق الا وجه بارد مثل المنحوتات.
ضحكت وضحكت بشدة، عملت بجد، وحصلت أخيرا على لقاء ثمين معه في هذا التاريخ. وهذا اول لقاء وأخشى انه سيكون الأخير أيضا، إذا استطاع تذكر كم كانت جيدة له، حتى لوكان راسها سيقطع قريبا، هي لا تزال تتذكره، لان ذاكرتها لم تمسح ذكراه حتى بعد ثلاث الاف سنة. بالتفكير في ذلك نظرت اليه بصعوبة وحاولت رسم ابتسامة مسالمة على وجهها. إذا كان يستطيع تذكرها ولو قليلا، فهي تامل ان يتذكر وجهها السعيد.
على أي حال، بدا وعييها يتلاشى من جسدها، وذهبت قوتها مع امالها، بدا المشهد امامها يفقد وضوحه تدريجيا ولم تستطع الوقوف لمدة أطول.
حاولت بجد ان تستمر بالنظر لعيونه الكهرمانية اللامبالية، لكنها لم تستطع وقف عينيها من اغلاقهما البطيء، عندما غطى الظلام كافة المشهد امامها، جاءها همس من أعماق قلبها " انه لمن الجيد... من الجيد رؤيتك تعيش هكذا"
في هذه اللحظة سقطت وسمعت صوت ضجيج في القاعة.
رمسيس...
انت حقا كالحقائق التاريخية، تحب الملكة الجميلة.
اريد ان أكون محبوبة عندك، اريد ان أكون بجانبك لأحميك
هذا الوقت... لا يملك فرصة؟
نهر النيل الواسع يحمل الرمال الخصبة وينساب بلطف وثبات منذ الاف السنين. نفخت الرياح النارية على ضفتي النيل، وامتدت السراخس الطويلة عاليا حتى السماء الزرقاء. طيبة الصاخبة والرائعة ما زالت واقفة على ضفاف النيل تراقب كل شيء ينتمي الى مدينة الشمس.
____________ موت الاميرة ابنة رمسيس والمتهمة ايفي بقتلها_______
الضفة الغربية الهادئة والنمطية من طيبة بشرت الان بمراسم كبيرة. محاطة بالمعبد الرائع، أفضل مكافحي الفساد في مصر وكهنة الموت التابعين للعائلة الحاكمة اجتمعوا في منزل الموت للعائلة الحاكمة ليتولوا الوعظ للدفن الكبير للأميرة غير المحظوظة. ماتت الاميرة في متوسط عمرها بين يدي أمها بسبب الشر، والان هي ذاهبه ليحطموا راسها ويزيلوا عقلها وأعضاء راسها الداخلية لتجفيفها وتحويلها الى مومياء.
تجمع الناس من كل مصر في حشود كبيرة مملوئين بالأسف والتعاطف، هذا هو الطفل الثاني للفرعون رمسيس والملكة نيفرتاي. يشاع ان الكاهن لم يصلي بشكل صحيح لاوزيريس، وهذا ما أدى الى تدهور الوضع والوصول الى هذه الحالة.
مجرد خطا صغير أدى الى موت احد افراد الدم الملكي، الكاهن الذي ارتكب هذا الخطأ الجاد والغبي كان ابن سيتي أي، كهنة معبد كارناك، واخت الفرعون الاميرة ايفي.
كان العامة هادئين حول هذه الاميرة ايفي، والشائعات السلبية المتداولة في السوق جميعها أتت من تجارب حياتها الخاصة.
طفل سيتي أي.
الأسطورة تقول ان الحب الغامض بين سيتي أي التي كانت كاهنة غريبة، لا أحد يعرف ماضيها، ولا أحد يحزر مستقبلها. مظهرها الخارجي يختلف عن مظهر اهل مصر ولديها القدرة على التنبؤ بالمستقبل. ذات مرة تنبأت ان قبر الفرعون سيحفر ويتم تجاهله من الاحفاد الجهلة بعد ثلاث الاف سنة، والنبوءة ان طيبة ستصبح انقاضا في الصحراء، ونبوءة ان مصر سيتم هدمها وتسويتها بالأرض بواسطة اناس مجهولين. كان الناس خائفين من قوتها التنبؤية ويكرهونها، لكن الفرعون القاسي-والد رمسيس- أحب سيتي أي.
كل هذا لم يستطع مسح كراهيتها من اعماق قلوب الناس
منذ سبعة عشر عاما، أنجبوا طفلا. سيتي أي كانت سعيدة جدا، ومباشرة قامت بمنح الطفلة لقب اميرة واورثتها القوة لتصبح النبوءة الأولى لوالدتها لتثبت نسب والدتها. بهذه الطريقة، بعد 12 عاما أخرى، سيتي أي اختفت، قبل ان تختفي ارادات للكاهنة الصغيرة ابنتها ايفي ان تعيش في العائلة الحاكمة، وتركت الوصية الوراثية لدى الكاهن.
يوم وفاته-والد رمسيس-، كان هناك شيء لم يتوقعه أحد، حبيبته-سيتي أي- التي كانت بحب عميق معه اختفت في الليل بدون ترك أي أثر عنها، ولم تظهر بعدها تاركة خلفها ايفي الصغيرة.
الاختفاء الغامض للكاهنة تم ربطه مباشرة بموت الفرعون، رغم انه لم يكن هناك أي دليل حصري وقاطع، لكن الفرعون انتقل الى العالم الاخر، ومحبوبته المفضلة اختفت بلا أي أثر.
مع عدم الرضى والشك حول هذه الكاهنة، ورث رمسيس عرش والده، ومنح منصب الكاهن الى ايفي لكنه حرمها من قوتها بجعل والدتها سيتي أي فاسدة – باتهامها بقتل الفرعون-
بعدها، مضت ثلاث سنوات
بدا الناس بالتخلي تدريجيا عن الاميرة، لكن الامر لم يستمر طويلا
قاموا بطلب التماس في المحكمة الكهنوتية، وثائق المعبد سجلت على البردي وقدمت للفرعون. كان الناس معجبين بالفرعون، الناس احبو الملكة، دلل الناس افراد عائلة وانج-اسم عائلة رمسيس-. بعد سنوات من المظالم تجمعت شيئا فشيئا، كان لديهم طلب بالإجماع على ان يتم القضاء على سليل الشر وقطع راس ايفي بأقرب وقت ممكن.
" يجب ان أفكر في الامر"
الغرفة الفارغة في طيبة، اريكة طويلة ورفيعة مع معطف ملكي للذراع، تشير مباشرة الى العرش الواسع في الوسط، تماثيل النسور الذهبية تم إدخالها على ظهر الكرسي، عيون النسور الحادة بدت حية وتنظر الى القاعة.
امسك الفرعون الشاب ورقة البردي المخططة من الكاتب ونحاها جانبا، مال بلطف على الاريكة، حملقت العيون الكهرمانية بلا مبالاة بوسط القاعة، " مع أني سحبت قوة ايفي، لكنها كانت فتاة كهنوت بعد كل شيء، سواء قطع راسها اولا، يجب عليها الانتظار لعودة ليتاهو من مصر السفلى ليتخذ القرار"
" نعم سعادتك" ردد وزير الشؤون الداخلية، ولم يجرء على التصرف خلاف رغبة الفرعون.
" لكن الناس هنا.. "
" لقد تم الإعلان ان ايفي أصبحت هنا وسيتم تنفيذ حكم الإعدام بها"
" نعم" انحنى بعجلة على البلاط، وبدا الكتبة في القاعة بتسجيل ما قاله الفرعون على الورق.
" الديك شيء اخر؟"
" تكلم"
" نعم" رد الكاهن وأخيرا قال بسرعة" طلبت سعادتها ان تقابلك... سعادتك لم تزرها منذ عدة أشهر ماذا حدث؟ هل هي.. "
" الا تدرك ذلك. دعها ترتاح جيدا"، رموشه الكثيفة تحركت بسرعة، رمى رمسيس كلماته هذه ببرود وحسم. منتظرا الرجل ليرد، التقط ورق البردي بيده، ضابطه المسكين ترك هناك، فكر لعدة ثوان ولم يعرف كيف ينقل الموضوع اليها، بعد تلاوة صلواته ترك القاعة بذعر خفيف.
زخم الفرعون مشكلة، يبدوان كل مصر تستطيع التعامل معه عن طريق ليتاهو ومينتوس. بعد ان حصل شيء كبير أخيرا لا يهم كيف تطلب الملكة المسكينة لقاؤه هو دائما يكافئها بنظرة فقط.
لكن سعادته في الواقع يفضل نيفرتاي. أطفال نيفرتاي جميعهم اغنياء في الأقاليم، وكل عملية حمل لنفرتاي كانت حدثا وطنيا هل هذا فقط من اجل إنجاب الأطفال؟ إذا كان من اجل إنجاب الأطفال فجميع النساء يستطعن
الضابط الداخلي خدش بقعة من راسه، كان وجهه مشوشا ومليئا بالألغاز. " الأشياء في عائلة وانج حقا غير مفهومة" بينما كان يمشي خارجا
في لحظة، محكمة العدالة كانت تستأنف بصمت، كان رمسيس محاطا بالمساعدين حوله، رمى الاداة من يده جانبا مستلقيا على الاريكة الكبيرة مغمضا عينيه ببطء
المشهد في المزار عاد الى ذاكرته مجددا محبوبته التي وقفت طويلة بجواره اقتحمت عقله بلا إرادة منه
ايفي، اخته التي كرهها من أعماق قلبه، كان من المقرر ان يقتلها في ذلك الوقت، تم كشف سبب موت الاميرة الصغيرة بسبب مؤخرا، ويولي لم يستطع فعل شيء مع الكاهن نفسه. المحكمة الكهنوتية نشرت هذه المعلومة للعامة فقط لان ليتاهو يعرف تفكيره جيدا والذي تم التخطيط له ليتم قتلها، بعد كل شيء أي وي من دم عائلة وانج بالاسم فقط، لا يهم مقدار كرهه لها، لكنه ضروري ان يقتلها، هذه فرصة مناسبة جدا ليتم قتل هذه الاميرة الصغيرة.
في المعبد، ضرب صدرها بصولجانه، يبدوانه تصرف عشوائي بسبب غضبه، في الحقيقة يجب ان يكتفي من استخدامها قوتها, كان الهدف هو اخذ حياتها بضربة واحده قاضية لكننها لكنها لم تمت, تردد عندما أراد ضربها الضربة الأخيرة فقط لان هذا الجملة ليست كما قالت .. تردد
" لان مصر لك وانت الوسيط الوحيد بين البشر والاله انت العدالة في مصر العليا والسفلي لذلك يجب ان تحكم بالعدالة وان تكافئ وتعاقب بها
هي قالت.. أحدث ذلك فرقا
كرهه لايفي ربما بسبب أمها وحب والده للمرأة التي خانت واقسمت. في الحقيقة هو لم يعرف شيئا عن اخته الصغيرة هذه الذي اعتاد كرهها ابدا. اليوم قالت كلمات تجاوزت توقعاته، الانطباع الذي اخذه عنها في لقاءاتهم القليلة الماضية انها كانت تختفي منه وتراقبه بخوف ويقظة. هو لم يفكر مطلقا انها شجاعة كما الان وأنها ستقف بشكل حاسم لحماية خادمها في حالة كالموت والحياة.
تقوس فم الفرعون، تعجب من انه ما زال هناك أشخاصا شجاعين جدا. وهذا الشخص الذي تجنب القبول به هو فعلا اخته الصغيرة.
ربما، في هذه الحالة ربما هو انحرف تدريجيا عن العدالة التي يجب ان يتمتع بها الحاكم وكان عاطفيا جدا، ربما هو يحتاج مزيدا من الوقت ليفكر فيها سواء إذا كان يريد قتلها.. او استخدامها لأمور أخرى
هي يحتاج ان يفكر بالأمر
_________________________
1 تعليقات
سؤال هلة هي رجعت بجسد اخته بس عندها نفس شكلها ولا تغير شكلها قصدي عيون زرق وشعر اصفر ذهبي؟؟؟
ردحذف