رواية محظية الفرعون الفصل الثاني



رواية محظية الفرعون الفصل الثاني: عين حورس




نقدم لكم الفصل الثاني من رواية محظية الفرعون (Pharaoh's Concubine )  الجزء الثاني من المدونة العربية الشاملة.

قراءة ممتعة :) 

رواية محظية الفرعون الفصل الثاني




عين حورس هي الكنز السري الوحيد في هذا العالم الذي يسمح للبشر بالسفر عبر الزمان والمكان، عندما ترجعين هناك، يجب عليك ايجادها وإلا لن تستطيعي العودة الى هنا ثانية.

" لقد تخليت عن كل امالي" قال العجوز بصوت يأن. سحب ذراع ايفي، بسبب شيخوخته وضغطه على ذراعها مكان الندب الذي أصابها، شعرت ايفي بالقليل من الألم.

" بالتأكيد هذا يكفي، في عائلة موديت، هذا بالتأكيد يكفي! لقد انتظرت لعقود وأخيرا وجدتك. هل يجب عليك العودة؟ لقد عدت مؤخرا من تلك الحقبة القديمة والغامضة، اليس كذلك؟"

قاومت ايفي ذعرها من كلماته وسحبت ذراعها من بين يديه. قالت له بهدوء: "هي انت، ما الذي تتحدث عنه؟ حتى لو كنت تعمل لعائلة موديت لعدة قرون، الا أنك لا تستطيع التحدث معي بقلة احترام"، استدارت بعد كلامها واسرعت باتجاه سيارتها لتغادر.

كانت تحاول الهرب من الامل الخافت الذي بدا يتقد في أعماق قلبها.

انطلق باتجاهها لاحقا بها مستجمعا الكثير من القوة ليمسك كتف ايفي، مجبرا أي وي على النظر باتجاهه، جاء صوته العجوز مليئا بحماس لم يستطع السيطرة عليه" لقد ذهبت الى ذلك الزمن؟ اليس كذلك؟ ليتاهو الشاب الوسيم والمحارب الشجاع مينتوس.. وانت! كنت مع ذلك الشخص؟ بالنظر لتعابير وجهك يجب ان تكوني انت هي! الأمير الوسيم، الشاب الذي يستطيع ترويض ثور بيديه العاريتين فقط. اليس هو؟"

ليتاهو، مينتوس. الأسماء المألوفة بدت كأنها أتت من الزمن و المكان اللانهائيين. بضعف استدعت أثمن ذكريات قلبها. رمسيس، رمسيس هو الشخص الذي قصده بكلامه؟ نظرت ايفي مباشرة باتجاه العجوز. اقترب منها خطوة أخرى، وانتشر هواء تنفسه على وجهها. مع المزيد من كلام العجوز، مع المزيد من كلامه تتحقق من ان رمسيس هو المقصود من كلامه، " نعم هو المقصود، العيون الكهرمانية الجميلة، الدم الملكي من الملكة تويا، وقلبه العميق، يجب ان تكوني قد قابلته! والا فلم تكوني لتظهري رد فعلك هذا لاسمه، ولم لتكوني مع ذلك الرجل منذ قليل، هذا الرجل الذي يجب ان يكون من احفاد رمسيس!"

" هل تعرف... أكثر من هو مرسوم في اللوح؟" سألته ايفي بعدم تصديق. صوته الماكر المليء بالمغازي ومحادثتهم أعطت ايفي املا رائعا. لم تستطع التحكم بالرجفة الصغيرة التي ظهرت بصوتها، والألم في مرفقها اختفى تماما، هي الان تهتم فقط عن الإجابة لسؤالها

" خلف الخريطة؟ هل تعرفين الاسم؟ " هذا الاسم ليس موجودا في أي كتاب، حتى في هذا الزمن القليل من الأشخاص يعرفونه، انا اعلم، هذا يفسر.. هذا يظهر... بدا قلب ايفي بالخفقان بقوة وبدا تنفسها يفقد هدوءه.

" بالتأكيد انا اعرف! انا بالضبط اعرف.. " استرخت يديه قليلا وأظهرت عينيه القليل من التشويش، كما لو كان يتذكر ماض بعيد. " الفتى الوسيم، يسمح فقط بتويا" " دعته الملكة كثيرا، لكنه اخبرك ان تناديه هكذا..."

بدى غير متأكد لكنه نظر الى ايفي وقال " انه يحبك، هو وقع بالحب معك؟ وانت.. انت أيضا.. "

أغلقت ايفي عينيها ببطيء، وغطت رموشها الطويلة عينيها الزرقاوين بزرقة الماء، اخذت نفسها عميقا ولم تتحدث لمدة طويلة.

" إذا كان هذا صحيحا، إذا لم عدت الى هنا؟ ما مدى غباءك!! ما هو الجيد في هذه الحقبة الزمنية الغبية؟؟" كان صوت العجوز مملوءا بالألغاز.

" انا... " ترددت ايفي، ونظرت باشتباه الى الخادم العجوز الذي خدم في عائلة موديت لعدة عقود، لكنها فكرت بكلامه واختارت ان تقدم له تفسيرا مبسطا. "الماضي الذي اعرفه اختفى" ابتسمت بمرارة. "حتى لا نرى أي تغيير على المستقبل الذي نعرفه، كان يجب علي العودة الى الحاضر حتى لا يتغير هذا المستقبل".

" لأدعه يعيش"

" العودة الى هذا الزمن، ربما يكون هذا الصحيح لفعله. هل رايته؟ الرجل الذي كان هنا منذ قليل.." ابتسمت باعتراض. " انه يشبهه، اليس كذلك؟ لا بد انه الكنز الذي منحني إياه الإله، لأحظى بفرصة مرافقته في هذا الوقت... لا املك خيارا الا بالعودة الى ذلك الزمن وازعاج حياة هذا الشخص". هي دائما جعلته حزينا، وجعلته يواجه المخاطر مرة بعد أخرى. ربما البقاء بعيدة عنه هو أفضل طريقة لحمايته...

" انا اعتقد انه ما زال هناك جزء قليل من الماضي في ذاكرة هذا الشخص. هل من الممكن انه ما يزال يحبني؟"

قهر وتخريب الدول، أولئك الذين جاؤو من نسب نقي، مرة بعد أخرى، لديهم مجموعات عرقية مختلفة، وعندها ينتجون النسل"

" ثلاث الاف سنة! لا أحد يعلم كم مرة تلوث دم العائلة الملكية، ولا عن مقدار تشوه جيناتهم!" قال بحماس. " في التغيرات المئة الاولى، حدث تغيير صغير غير طبيعي، الجينات الكبيرة عادت لتصبح سائدة مرة أخرى، وحدث صدفة ان عدة صفات سادت في نفس الوقت. لهذا ما ترينه يبدو وكأنه تناسخ للفرعون، لكن هذا الشخص، الشخص الذي بجانبك، بالتأكيد ليس من أمريكا اللاتينية، سيريلانكا، هو فقط أحد احفاده، لا اعلم مدى ابتعاده عن الدم الملكي النقي، هل تريدين الوصول تسوية؟"

" هذا الشخص ليس هو اطلاقا"

"لكن.. " صرخت ايفي مقاطعة كلامه، وضعت يديها على راسها وأغلقت اذنيها، لم ترد ان تسمع كلماته. نعم نعم! هو لم يقل أي شي ابدا! لكن ما الذي تستطيع فعله؟ هي لا تستطيع العودة الى هناك. حتى لو عادت، فالتاريخ الذي يضم حبها قد اختفى. هي تحبه، هي تنوي ان تحبه طوال حياتها، لذلك ربما عليها اجبار نفسها على حب الواحد من المليون من الجينات التي تركها. يجب ان تسوي الامر.

" يجب على ان أصل الى تسوية.. اليس كذلك؟ "

" لا، الامر ليس كذلك. هل نسيت؟ حبك قد اختفى بالفعل مع هذا التاريخ الوهمي. ما لم يكن قد وجد بالأصل، كيف يمكن ان يكون الان تناسخا؟ كل شيء كان وهم خاص بك"

صوت العجوز بدا كأنه يخرج من أعماق الجحيم الباردة، ضاربا العذر الوحيد الذي كان يتعذر به قلبها.

" لماذا.. لماذا.. " همست ايفي بضعف، لماذا لماذا قام العجوز بالتوضيح، كيف لها الا تفكر في كلامه... عندما رات أبو سمبل للمرة الأولى فكرت به لا شيء اخر. كيف يحصل المرء على المستقبل ان ترك التاريخ خلفه؟ كيف تستطيع التظاهر بانك لا تعلم شيئا، كيف تتظاهر ان شخصا الان بجانبها يتذكر بطريقة غامضة ان يحبها بسبب ذكريات جيده عن حبهما؟

" لان.. انا املك الطريقة"، استدار العجوز وأشع وجهه المتجعد بذكاء غريب. "كنت انتظر لسنوات طويلة من اجل إيجاد شخص مثلك..."

ثم اخرج العجوز قارورة زجاجية من جيبه، كانت القارورة الخضراء الداكنة منقوشة بهيروغليفية غريبة. الخدوش الخفيفة على القارورة توحي بتاريخها الطويل. رفع العجوز القارورة امام عيني ايفي، بدا الوجه العجوز مثنيا بشكل غريب في نصف القارورة الفارغ.

" ما هذا؟" ارادت ايفي ان تأخذ القارورة من يد العجوز، لكنه قام سريعا بإبعادها

" هذا خيارك" قال ببطيء، "هل تختارين مغامرة مجنونة؟ او المتبقي من الاف التناسخات؟"

" انا لا افهم الذي تتحدث عنه" حدقت ايفي بالقارورة في يديه. ماذا تمثل هذه الكلمات القديمة التي لم ارها من قبل؟

" ما هذا؟"

" انها قارورة من السم الذي يستطيع تحقيق احلامك"

" قارورة من السم بسحر قديم" رفع الغطاء عن رقبته كاشفا عن سواد " هذا المسار يستمر الى قلبي، كان نتيجة لتناول السم مرة بعد أخرى، على الرغم من أنى لم اعد أستطيع العودة هناك ثانية.. لكني واثق من... من أنك تستطيعين"

" هل حقا سبق وان عدت.. الى الماضي؟؟" هل هذا حقيقي؟ هل تستطيع ايفي تصديقه؟ هل تستطيع التأمل؟ ام سيخيب ظنها بعد ذلك؟ " ما الذي تقصده؟ هل تستطيع اعادتي لتلك الحقبة... اعادتي الى ذلك الشخص؟؟"

حقا؟ حقاا؟!

" لا أستطيع اعادتك الى الماضي الذي تنتظرينه، لان هناك ماض واحد في المستقبل"، غطى رقبته ثانية." الم تقولي ان ذلك التاريخ اختفى وانت عدت لهذا المستقبل؟ "

على أي حال، هذه المرة يجب ان يعيدك الى التاريخ الحقيقي الذي أدى الى المستقبل الذي نراه الان. ربما في ذلك التاريخ، رمسيس لم يعرفك مطلقا، ربما لن يقع بحبك، لكن... رمسيس كان رمسيس الحقيقي منذ ثلاث الاف سنة، اليس كذلك؟"

رمسيس الحقيقي ...

" الا تريدين العودة الى هناك لرؤيته ثانية؟ الا تريدين ان تري بعينيك ان كل شيء بخير؟" كان يراقب ايفي التي لم تتكلم لمدة طويلة، كان هناك شك وعدم تصديق في عيونها. " هل ما زلتي تخططين لفعل هذا مع واحد من مليون من وجوده الحالي؟ لا!" صوته الخافت أصبح حادا ومرتفعا." هو حتى لا يملك مليونا"

هل هي مخاطرة مجنونة؟ او ما تبقى منه بعد الاف التناسخات؟

هل تنوي العودة؟ ان تعود وتشاهد المئات من أبنائه وكم يحب نيفرتاي؟ كم سيكون قاسيا عليها ذلك؟ ماذا أيضا، من المحتمل ان تموت بتأثير السم قبل ان تعود أصلا. هذه المخاطرة هي بالفعل مخاطرة مجنونه! ضمت صدرها وحاولت جهدها لتهدئ أنفاسها.

" الا تملكين حبا عميقا لذلك العصر القديم؟" جاء صوت العجوز محملا بالقليل من الغضب، وكان من الصعب عليه إخفاء تعبيرات الانزعاج من عينيه العجوزتان. حدقت عيون العجوز الرمادية بأيفي للحظة، وبدأت يده التي تمسك قارورة السم بالتعرق.

أي وي راقبت العجوز ورأت جميع التعبيرات غير الطبيعية، ثم قالت بهدوء وبأدب " انت تريد مني العودة الى هناك بشدة".

أطلق زفيرا فجأة.

" لماذا" العيون الزرقاء بدت حادة في تلك اللحظة، كما لو انها استطاعت رؤية جميع أفكار الرجل العجوز امامها. أصبحت نبرة ايفي باردة، اقتربت أكثر من العجوز قائلة " ماذا تريد؟ لماذا؟؟"

تراجع العجوز الى الوراء وبدا مصدوما من مظهر ايفي العدواني. كان يفكر بكيفية الإجابة عن سؤالها. وصلت يد ايفي الى العجوز، والمظهر العدواني تبدل ليظهر القليل من الأسف.

" لا يهم ما تريد، يجب علي المحاولة"

العيون الكهرمانية، الانف المستقيم، الوجنتان الحادتين، الشعر البني الغامق، والاكتاف القوية.

وهذه الفتاة اللطيفة مكسورة القلب تدعى " وي"

لا تستطيع ان تنسى، لا تستطيع النسيان...

هذا قرارها

" من الممكن ان يكون هذا السم فعالا علي، حتى لو مت، يجب علي ان أحاول. انا اريد العودة"

تنهدت بارتياح، تلاها عدة تنهيدات في قلبها وظهرت ابتسامة صغيرة على شفاهها. " الأشخاص الذين شربوا من النيل، بالتأكيد سيعودون الى المملكة القديمة"

" إذا يجب ان أوضح لك الأمور" رفع العجوز القارورة الصغيرة في يده. " إذا نجحت بالعودة الى هناك، عندها يجب عليك ان تساعديني بالعثور على شيء واحضاره لي"

" ما هو هذا الشيء؟ ما هي فائدته؟" سالت ايفي. كانت تعرف انه يجب عليها ان تسأله حوله، لكنها لم تهتم بصيغة سؤالها. هي ارادت فقط العودة والعودة الى ذلك الشخص، الى جانبه، كانت لديها رغبة انانية بالنظر اليه بعيونها هي...

" انا اريد عين حورس"

ايفي ليست جاهلة بشأن عين حورس

حورس، الاله النسر، ارستقراطي السماء، هو أيضا محبوب الملكية المصرية. تقول الأسطورة ان حورس هو ابن اوسيرس وايسس، فقد عينه في صراع لينتقم لوالده في صراع مع سيث. في الليالي التي يكون فيها القمر كاملا، حورس بمساعدة إله القمر، استطاع هزيمة سيث واستعادة عينه. لاحقا، حورس أهدي عينه التي كانت مفقودة لوالده، اوسيرس. يقدس المصريين شجاعة حورس، ومن ثم أصبحت عين حورس تعويذة لتمييز الجيد والشرير، وتدافع عن الصحة والسعادة. هذه نوع من التعويذات مع سحر غير اعتيادي، والتي كانت منتشرة في مصر القديمة، كانت مواضيع الكثير من النقوش في المعابد وجدران القبور.

" عين حورس، حتى في هذا الوقت هي منتشرة في كل مكان في مصر، إذا عدت الى هناك، أستطيع شراء عشرات الالاف لك" قالت ايفي مع القليل من التشوش.

لكني لا اهتم بها، ابتسم وجه العجوز بمكر، " لا يزال هناك اسطورة أقدم والتي لا يعرف الناس هنا أي شيء عنها. الشخص الذي يمتلك عين حورس الحقيقية يستطيع الانتقال أسرع، أسرع مما قد تتخيلي، الانتقال عبر الزمان والمكان، الى أي مكان...."

" انا اريد عين حورس الحقيقية" نظرت العيون الرمادية الى ايفي للحظة بدون ان ترمش، مشعة ببريق بارد.

" عين حورس الحقيقية؟ هذا ... " لم تستطع ايفي التحدث لوهلة، حورس نفسه اسطورة، وجود شبه كاذب. تستطيع رؤية عين حورس في كل مكان في مصر، لكن كيف يمكن ان يكون هناك ما يسمى بال " حقيقية"؟

" عين حورس الحقيقية فريدة، ويجب ان تكون موجودة"، بدا كأنه توقع ما تفكر به ايفي. أوضح ببطيء " قارورة السم هذه صنعت من حورو، صنعت من قطع من العين، اعتدت ان استخدمه للعودة الى الماضي..." ابتسم ابتسامة متعبة وبدا كأنه تذكر الكثير من الذكريات القديمة. توقف لبرهة وأكمل "على أي حال، يبدو ان هذا السم أصبح بلا تأثير علي الان. إذا شربته فستعودين الى العصر القديم. عندها ستصدقين بأصالة عين حورس، لا أحد سبق وان شاهد حورس الحقيقي، ولا أحد يعلم اين هي العين الحقيقية، لكنها موجودة، وهنا فقط هذا السم"

اهتاج قلب أي وي كثيرا، كلمات العجوز تبدو كان أحدا يقول " ساعديني في إيجاد شيء، لا اعلم عنه شيئا سوى انه موجود، شيئا لا اعرفه"، بدت عين حورس كمزحة غبية.

هي فقط لا تريد ان تضيع هذه الفرصة بسهولة، هي تنوي إعطاء الامر محاولة.

" فهمت، أعطني القارورة"، مدت ايفي يدها باتجاه قارورة الدواء وامسكتها، لكن العجوز لم يفلت القارورة من يده." عين حورس هي الكنز السري الوحيد في العالم الذي يستطيع نقل الناس عبر الزمان والمكان. عندما تعودين، يجب عليك ايجادها والا لن تستطيعي العودة الى هنا مطلقا"

هزت ايفي راسها، لكنها لم تعتقد ذلك في داخلها، في الحقيقة يجب ان يكون هناك سوار اخر غير سوارها الذهبي المكسور، يبدو انه المعلومات التي حصلت عليها لم تكن صحيحة، او من الممكن انه في مكان ما في قلب ايفي لا تهتم ان كانت ستستطيع العودة او متى يمكنها العودة الى هذا الزمن. إذا لم يكن هناك وسيلة للعودة الى هذا الزمن، هي تخطط ان تبقى بهدوء بجواره، ان تريه كل شيء وان تفعل أفضل ما لديها لمساعدته، ان تجعله سعيدا حتى موته.

على أي حال، هي لا تريد العودة الى هنا.

طالما تستطيع ايفي رؤيته، سيكون هذا أفضل ما في حياتها.

لكن هل ستستطيع رؤيته مرة اخرى حقا؟

هذه المرة أفلت العجوز القارورة من يده. " انا أؤمن بانك ستبحثين عن عين حورس وتحضريها لي، انا واثق" ابتسم العجوز وهو يشاهد ايفي تفتح قارورة السم.

" عندما تتعاملين مع الناس في ذلك العصر القديم، لا تفكري في الهرب من مصيرك"

ماذا تعني؟ اخذت ايفي السم وتذوقته. القارورة ذات اللون الأخضر الداكن احتوت على جرعة من السم، يشبهه قوامه الدم. نظرت الى القارورة، ثم اعادت النظر اليها مرة أخرى.

لكن لا يوجد أي توضيح إضافي لها. " هيا، إذا استطعت العودة فأنك ستجدين العديد من الإجابات"

فتحت ايفي شفاهها لكنها لم تتكلم.

في حياتها القصيرة، اخذت عدة قرارات بإرادتها الكاملة، لكن هذه المرة هي الأخطر، لكنها تريد ان تجرب الامر.

هل سيقلق والدها؟

هل سيغضب اخوها؟

من هو؟

ماذا عن اندريو راي؟

نظر العجوز لها بدون أي تعبيرات" انت بالتأكيد ستعودين الى هنا. انت فرد من عائلة موديت. في اللحظة التي تلمسين بها عين حورس الحقيقية، فان عجلة المصير ستبدا بالعودة. طالما استطعت الذهاب الى ذلك الزمن، فإنك لن تستطيعي الهرب من التشابك مع عين حورس".

لم تستطع ايفي فهم معنى كلامه، لكن العجوز توقف عن الكلام ونظر فقط الى القارورة في يد أي وي.

عائلة موديت... عين حورس... ما الرابط بين كل هذا؟ لم تستطع الانتظار أكثر، كما لم تستطع سؤال والدها ليتفحص الوثائق القديمة من الأجداد.

" اشربيه، هذا السم القديم ربما لن يعمل في أي وقت"

بدا عليها كأنها سمعت نبرة انزعاج في صوته، شعرت ان اصابعها لن تستمع لأفكارها بعد الان، ببطيء رفعت القارورة الى شفاهها.

طالما انا أفكر بشرب هذا السم، ربما ساراه، بدا كما لو ان قلبها سيقفز من صدرها.

بدا كأن سببها منقاد تمام لعواطفها. مرت اللحظة التالية كأنها قرن.

انسابت نسمة هواء رطبه على وجنتيها وبدت السماء ضبابيه أكثر. ليس بعيدا، تستطيع رؤية الازهار في البيت البلاستيكي، ازهار حمراء، وردية، بيضاء وصفراء. رفعت بصرها قليلا لترى الحقول الخضراء الواسعة وبعيدا قليلا بدت مدينة لندن الرمادية.

اسفة ابي، اسفة اخي، لا يجب عليها ان تترك أي قلق خلفها.

هذه مغامرة قائمة على المقامرة. إذا كان هناك إله، ارجوك اسمح لها بالعودة الى الزمن الصحيح والعودة الى جانبه.

كل شيء فيه كان محفورا في قلبها، شعره البني، أصابعه الرفيعة، وضوحه في احلامها كل نفس منها يذكرها بأنفاسه، هناك فرصة واحد من عشر الاف ليتذكرها عندما يرى عيونها الزرقاء، ان يتذكرها ويتذكر انهما احبا بعضهما.. بسعادة

لا، حتى لو لم يتذكرها على الاطلاق، هي لن تزعجه ابدا، لن تؤثر على التاريخ الحالي. هي فقط تريد رؤيته، رؤيته سالما وعظيما.

إذا فقدت الفرصة لرؤيته بعيونها ثانية، فما المهم في حياتها؟؟

أغلق العجوز عينيه، وافرغت ايفي محتوى القارورة في فمها

_______________________________________


بامكانكم متابعة صفحتنا على الفيس بوك للحصول على اشعارات الفصول فور ترجمتها على هذا الرابط

لقراءة الفصل التالي من هنا

للاطلاع على الفصل الانجليزي من هنا

إرسال تعليق

0 تعليقات