الفصل الثاني من رواية الساحر العظيم يعود بعد 4 الاف سنة (The Great Mage Returns After 4000 Year)

 

الفصل الثاني من رواية الساحر العظيم يعود بعد 4 الاف سنة (The Great Mage Returns After 4000 Year)

الفصل الثاني من رواية الساحر العظيم يعود بعد 4 الاف سنة (The Great Mage Returns After 4000 Year)




اسوء طالب في الاكاديمية (2)

" فراي ما كل هذا؟"

نظر لوكس الى حبوب الدواء المنشرة على السرير و أجاب

" أقراص منومة"

" هذا ليس ما اقصده، ما اريد معرفته هو..."

"ابتلاع خمس أقراص يسبب فقدان الوعي، بينما ابتلاع عشرة اقراض قد تعرض حياتك للخطر. انا اتفهم عما تود الحديث عنه، بروفيسور"

"..."

كان ديو مندهشا. فراي الخجول لم يكن ليقاطع حديثه ابدا. بالإضافة الى ذلك، التردد في صوته كان واضحا حسب ما يتذكر.

" اعتذر لجعلك قلقا، لكن لن يحدث هذا ابدا"

كان صوته حازما، هذا النوع من الحزم لم يكن موجودا عند فراي الطبيعي. كان ديو مضطربا، لكنه افترض شيئا ما.

'هل كان هذا الايقاظ العظيم؟'

ربما ابتلع العديد من هذه الحبوب ووصل الى حافة الموت، فقط للبقاء حيا بواسطة إرادة الجنات. لا بد انه مر بالعديد من التغيرات الداخلية. إذا سمع أحد من الخارج بهذا، فسيدخلون في فوضى محمومة. لكن كم هذا نادر، بعض السحرة اكتسبوا قوة بعد مرورهم بحاجر الموت. بالإضافة الي ان رفع مستوى السحر لنجمة واحدة اعلى يؤثر على القوة العقلية للشخص. كلما فكر في هذا أكثر، يصبح مقتنعا أكثر بان هذه هي الحقيقة.

كان الواقع مختلفا بالطبع، لكن دماغ ديو قرر ان هذا ما حصل.

"اريد مصادرة هذه الحبوب"

"نعم سيدي"

قام لوكس شخصيا بالتقاط حبوب الدواء المنتشرة على سريره وسلمهن الى ديو. عندما اخذهن ديو اومأ برأسه.

" فراي، لن اسالك عن كيفية حصولك على هذا القدر من حبوب الدواء. بالمقابل، تذكر هذا جيدا، لن اسمح بتكرار هذا التصرف مرة ثانية"

"انا اتفهم ذلك، سيدي"

قرر ديو للمغادرة بعد هذه الكلمات، لكنه ادار راسه وقال مضيفا

"يبدو ان هناك امر غير طبيعي لكنه جيد قد حصل، تهانينا"

اومأ لوكس برأسه بتعابير متشككة

"شكرا لك"

"لكن تأكد من تجنب حصة التدريب العملي غدا بعد الظهر"

" ما الذي تتحدث عنه؟"

كان هذا السؤال صادقا من لوكس، لكن تعابير ديو أصبحت صارمة، حيث اعتقد ان لوكس يحاول التصرف بسذاجة امامه.

"لا تعتقد انه بإمكانك هزيمة ديفيد فقط لان مرتبتك ارتفعت قليلا. الجميع يعلم انه من أفضل السحرة بمستوى 3 نجوم. لن تستطيع هزيمته بوضعك الحالي".

"...؟"

" سأخبر البروفيسور المسؤول عن حصة المساء، لذلك نم باكرا"

افترقا على هذه الكلمات. تذكر لوكس تهديد ديفيد.

" سأجعلك نصف ميت في حصة التدريب العملي غدا"

" وغد البلاك هاوس"

"هاهاها، تطلع للغد"

جاء صوت ديفيد ستون هازرد في راسه مثيرا لاشمئزازه.

عندما تذكر وجه ديفيد، تجمعت قطرات من العرق على كف يده. كان فراي خائفا. لكن هذا الخوف ذهب بلا عودة، شخصيته الان كلوكس منعته من الخوف من مجرد شقي صغير.

"درس التدريب العملي غدا"

لم يكن لوكس قلقا. كان هناك جبال من الاعمال يجب عليه القيام بها. بالمقابل، مشكلة حول صبي صغير كديفيد لا تستحق أدنى اهتمام منه. قرر التوجه للخارج أولا، فتح الباب وغادر مسكن الطلبة.

تنفس لوكس بعمق، سمح لهواء الليل بإنعاش رئتيه. لديه رائحة غير سارة. استدعى ذكريات فراي تمكن من تحدد المكان الذي يقف فيه

'مساكن الطلبة'

كان اسوء مسكن من بين المساكن جميعا. حيث كان قريبا من مكب النفايات والاسطبلات، كان للهواء رائحة قذرة. والأسوء من هذا كله هو انها تحتاج الى 20 دقيقة مشيا للوصول الى المبنى الرئيسي. كنتيجة لذلك له، لم يتجاوز عدد الطلاب الذين يسكنون في هذه المساحة الواسعة العشرة طلاب.

تفحص لوكس محيطه ووجد مساحة حيث كان تركيز المانا كثيفا. اخذت جهدا بسيطا للوصول اليها حيث انها تقع في الساحة الخلفية لمساكن الطلاب.

كان مكانا مهجورا لا يزوره الطلاب الا نادرا وقد ترك على حاله. بالتالي، حفظت المانا بشكل طبيعي لمدى كبير.

'لكن، يا للعار...'

تذكر لوكس الأماكن التي اعتاد التدريب فيها فيما سبق.

انهار جليدية لم يخط عليها قدم انسان، انهار من الحمم المتدفقة، قمم جبال بدت كأنها ستثقب السماء... جميعا أماكن طبيعية سمحت له بالشعور بالمانا النقية. للأسف، يعلم لوكس انه بحالته الان لا يستطيع الوصول الى هذه الأماكن بدون خسارة حياته.

"دعنا لا نكون متعجلين"

تمتم لوكس مع نفسه. يجب ان يدرب نفسه على الصبر بعناية. ليس هذا فقط، من المهم المحافظة على رزانته وعدم السماح لغضبه الذي يحركه بالظهور. اغلق عينيه، بدا يرفع تركيزه.

 

ما كان يتدرب عليه لوكس هو ابسط التقنيات التدريبية والتي تسمى بالامتصاص. الهدف منه هو الانغماس الطبيعي في كل ما حوله. كان صديقه القديم، شويتزر سترو، هو الذي نصحه بطريقة التدريب هذه. بتذكره، شعر لوكس بالقليل من الحنين.

أكثر ما يميز هذا التدريب هو ان التأثير يتغير بشكل كبير بناء على الانضباط الذهني للمتدرب. في الماضي، كان فراي يمارس هذا التدريب طيلة اليوم، والمانا التي كان قادرا على تجميعها كانت كحفنة من الغبار. في المقابل لوكس...

"..."

بدأت الشمس بالارتفاع تدريجيا الى الأفق. ومع ذلك لم يتحرك لوكس انشا واحدا عن مكانه. فتح عينيه ببطء، والتي كانت تفيض بهالة السيريولين. بالنسبة لشخص مشاهد، كان منظرا مذهلا. طاقة السيريولين والتي كانت مرئية بوضوح من لمحة واحدة كانت مظهر من مظاهر المانا. التركيز المتهور كان اثباتا بما لا يحمل الشك بالوصول الى الخمس نجوم.

"اوه!"

تقيا لوكس كتلة من مادة غريبة. المادة السوداء المتعفنة فاحت برائحة قذرة. قبل ذلك بقليل، نفس السائل بدا بالخروج من كافة مسامات جسده.

كانت الشوائب المتراكمة في جسد فراي منذ ولادته. من اجل حركة المانا بفاعليه أكبر، يجب ان تنظف أولا. سرعة حركة المانا ستزداد بشكل جذري بسبب هذا التطهير وحده. بالإضافة الى ذلك، تستطيع المانا الان ان تغطي جسده بسهولة جاعلا من الممكن الدخول في معركة شرسة وبقدرة جيدة على المناورة.

"ارغ.."

لمدة عشر دقائق تقريبا، جلس لوكس وانبعث منه كمية هائلة لا تصدق من سائل اسود لا تتناسب مع حجم جسده الصغير. عندما انتهى، تنهد وظهرت عليه نظرة رضى. على الرغم من رائحته القذرة وملابسه المبللة بالسائل الأسود، الا انه كان مليئا بالقوة.

عندما رأى كمية القذارة التي خرجت من جسده تمتم لوكس قائلا

" الاوعية الدموية لهذا الفتى كانت مسدودة بقسوة، هذا غير طبيعي"

كان تقريبا غير مصدق ان هذا كان طفل لعائلة مشهورة بالسحر. كانت اوعيته الدموية مسدودة بإحكام، وكانت حساسيته في أدنى مستوياتها.

"اعتقد ان هذه الشوائب الكثيرة لا يمكن ان تكون طبيعية"

لا يستطيع الحزم ان كان لشخص ما يد في هذا. لم يكن هذا مستبعدا حيث ان فراي لا يملك أي ذكريات عن طفولته.

"هممم..."

قرر ان يبعد هذه الأفكار حاليا. على أي حال، نجح لوكس في رفع طاقته الى مستوى 5 نجوم. صناعة السحر وضعت خلال عوالم العقل لا الجسد. مع انه من الواضح ان الاثنين متداخلين ولا يمكن الفصل بينهما. على أي حال، طالما هو يتذكر نفسه كالساحر العظيم لوكس ترومين، فانه لا يهم مقدار الزمن الذي يحتاجه ليستعيد مكانه الطبيعي.

كان من الواضح انه الوقت الذي يحتاجه لن يكون طويلا.

'لكن الان، حده فقط 5 نجوم' 

من المحتمل ان يتحطم جسده إذا كان متهورا. كيف استطاع إضاعة هذا الجسد عبثا؟ ضرب لوكس راسه وحركه يديه.

تردد صوت قعقعة مرتفع. في تلك اللحظة، بدأت الأرض بالتشقق والتراب اخذ بالارتفاع عن الأرض. ترانزيت سبير! كانت تعويذة سحرية يستطيع تنفيذها ساحر بمستوى 5 نجوم او أكثر بسهولة. امسك فراي ببعض التراب المقلوب وغطى الشوائب التي على جسده. كانت الرائحة القذرة لا تزال موجودة. لكن لا أحد سيظن انها رائحة غريبة منذ انه كان يقيم بجوار مكب النفايات.

ذهب بعدها الى مسكن الطلاب، كانت الأولوية لتنظيف جسده. كان الوقت فجرا ولا يوجد الكثير من الطلاب يعيشون هناك بالمقام الأول، لذلك استطاع الاغتسال وحيدا.

عندما انتهى، بدل ملابسه وارتدى الزي الرسمي للطلاب. صدم عندما رأى انعكاس صورته على المرآة القذرة.

"حسنا، يبدو أنك حصلت على وجه جميل"

قالها لوكس بشكل عابر، لكن في الحقيقة تغير شكله كثيرا خلال الليلة. عندما تمت ازاله الشوائب من جسده، أصبحت بشرته ندية وعيونه لامعة. حتى شعره الغير مرتب أصبح الان ناعما كالنبلاء. لم يكن فراي بهذه البشاعة، انما وسيما بدرجة ملفتة للنظر. على أي حال، فراي المعتاد كان جبانا بظهر مقوس، اكتاف منكمشة وراس منحن.

لكنه الان مختلف. وسطه وظهره مستقيمان، عينه الراجفة أصبحت هادئة، والانطباع حوله تحول بشكل لافت للنظر.

مظهر فراي الان أشرق كما لو ان ألماسا خاما قد تم صقله بعناية. لذلك حتى أكثر الطلاب الذين يعرفونه لن يلاحظوه بسهوله، ومن هذه الناحية، كان لوكس لا مباليا.

عندما أنهى تبديل ملابسه، انتبه الى ان معدته وحلقه كانا يؤلماه، كدليل على حاجته للغذاء. عطشه للمانا كان كبيرا، لذلك فان جسده الان يحتاج وجبة ضخمة. أراد ان يأكل أي شيء، يمضغ، يبتلع ويشرب.

'الكافتيريا في المبنى الرئيسي'

توجه مباشرة الى الكافتيريا. كان الوقت مبكرا في الصباح، لذلك كان هناك فقط القليل من الأشخاص. في الماضي، كان يفضل الوجبات الهادئة، لكن بعد 4000 عام من النفي في الفراغ بلا شيء يفعله، الهدوء الزائد يشعره بعدم الراحة. صوت همهمة منخفض كان مناسبا. صوت قعقعة اواني الطعام، طنين الانشغال في المطبخ، والضجة المنخفضة من ثرثرة الطلاب خلقت جوا مطمئنا.

خبز القمح وحساء ساخن. شيء بسيط كهذا جعل الدموع تتجمع في عيني لوكس بينما هو يأكل.

'لذيذ'

كانت وجبته الأولى منذ 4000 عام، من المحتمل ان يملك نفس رد الفعل لو انه مضغ عشبة عن جانب الطريق. اكل لوكس الحساء بحرض شديد كما لو كان أفضل حساء حصل عليه في حياته. الطعام في كافتيريا اكاديمية ويستررود اثرت به كثيرا، مما جعله يعطيها تقييما عاليا.

مع تنهده، انهي وجبته. أراد لوكس اغلاق عينيه وغمر نفسه في النعيم الدائم للرضا. لكنه لم يستطع تحمل ذلك.

استجمع نفسه وأعاد حواسه الى الواقع وتوجه الى قاعة الصف حيث يقام درسه الأول. كان السبب لرغبته في حضور الصف بسيطا.

'معرفة فراي قليلة جدا'

منذ انه يحب الدراسة، كان مثقفا أكثر قليلا من باقي اقرانه، لكنه ما زال ضفدعا في بئر. أراد لوكس فهم كيف يتصرف العالم الحالي. بسبب هذا فان مكانته كطالب في الاكاديمية كان ممتازا. خطط لاستغلال وضعه الحالي بأكمله حتى يتمكن من تقييم الوضع وجمع المعلومات الكافية.

قرر لوكس العيش على انه فراي لباقي حياته.

'هذه هي'

فتح باب القاعة ودخل على انه فراي وليس لوكس.

 


إرسال تعليق

0 تعليقات