الفصل الثالث من رواية الساحر العظيم يعود بعد 4 الاف عام The Great Mage Returns After 4000 Year
اسوء طالب في الاكاديمية (3)
"يا للعار! هذا
الجبان لن يستطع حتى ان ينهي حياته بشكل صحيح"
بينما كان ديفيد يتكلم بثقة،
ضرب الرجل الواقف خلفه والمدعى جاك راسه.
"لا. أحدهم رأى هذا
الوغد يتسلل الى دار العجزة بالأمس ويسرق مجموعه كبيرة من أقراص الحبوب المنومة.
لا بد انه سمع الشائعات التي تقول انه بالإمكان الحصول على موت بلا الم ان ابتلع
كمية كبيرة من هذه الأقراص في نفس الوقت".
"لا بد وانه لم
يأخذ الأقراص اذن"
وافق ديفيد على كلام
الشاب الاخر – انطوني.
"انا اعتقد ذلك
أيضا"
"اللعنة. هل تريد
ان نتراهن؟ انا اراهب بعشر بطاقات وجبات انه ميت"
"اذن انا اراهن انه
ليس كذلك"
"وانا ايضا"
" لنجعلها
خمسة"
نظروا لبعضهم البعض، وابتسموا
ابتسامة عريضة. نظر بقية الطلاب في القاعة باتجاههم باشمئزاز. بغض النظر عن طريقة
تفكير الطلاب، الا انهم فكرو في ان شر ديفيد تخطى الحدود. لم يكن الامر ليصدق كيف
انه راهن على حياة الاخرين بهذه السهولة. حتى مع كل هذا، لم يجرؤ أحد على تحديه والوقوف
بوجهه.
لم يكن تصرفه فقط ما
يجعل بعضهم صامتا عن هذا. ديفيد لديه مهارات جيدة وهو من عائلة بمستوى أفضل من
عائلاتهم. لكن معظم الطلاب كانوا عادة غير مباليين بتصرفات الاخرين. كانوا من
النوع الذي لن يتحرك حتى ترتكب مجموعة ديفيد جريمة في قاعة الصف. بقية الطلاب كانوا
ضعيفين ويرون انهم لن يكونوا مستهدفين من فراي لصمتهم. والبعض الاخر كانوا حتى شاكرين
لوجود فراي بينهم.
ثم حدث وان فتح باب
القاعة، والذي استرعى انتباه ديفيد سريعا. شاب وسيم دخل القاعة. مظهره الانيق وتعابيره
الهادئة مليئة باللامبالاة. مفكرا في ان هذا الوقت ليس المناسب للأفكار الفارغة.
'اليس هذا فراي؟'
هو غالبا لن يعرفه الا
بسبب ميزته الفريدة، شعره الرمادي الشاحب.
"ماذا؟"
"هذا فراي اليس
كذلك؟"
بعض الطلاب أيضا تجاذبوا
الكلام عنه. وبدى انه لم يكن ديفيد الوحيد الذي شعر بالارتباك بسبب التغييرات
المفاجئة في فراي.
القى فراي نظرة على الصف
والتقت عيناه بعيني ديفيد بمهل شديد. للحظة قصيرة، التقت نظراتهما ببعض. فكر ديفيد
ان نظرات فراي ستكون مملوءة بالفزع كالعادة، لكنها لم تكن كذلك. لم يعرف ما حدث في
الليلة السابقة، لكن الطبيعة البشرية لن تتغير بهذه السهولة.
'اسرع و اخفض عينيك حالا'
كان قد رأى هذه النظرة
عشرات المرات، التصرف بالوعي الذاتي الذي كان غير ملائم لشخص من بلاك هاوس. لكنه
كان طبيعيا بالنسبة لفراي، الشخص المنبوذ من عائلته واسوء طالب في الاكاديمية.
على أي حال، فان فراي
اليوم مختلف عن العادة. تجاهله لديفيد، ومظهره النمطي المتوتر كان مسترخيا بشكل
غريب. لم يسبق له ابدا ان رأى فراي يمشي بظهر مستقيم.
ذهب فراي لمقعده وجلس،
ثم اخرجه كتابه من مقعده. بدا يقرا كل صفحة من كتابه بافتتان كما لو انه كان غارقا
في عالمه الخاص.
"هااه"
هتف ديفيد مصعوقا وبلا
وعي. كان تصرفه جافا. في ذات الوقت كان وجها جاك وانطوني غير قابلات للتفسير.
التقت اعينهم بفراي وحصلوا على نفس رد الفعل. نفذ صبر جاك وأراد التحدث، لكن ديفيد
نادى اسم فراي الأول.
"فراي بلاك"
ادار فراي راسه باتجاه
ديفيد بلا مبالاة. حتى مع ان وجهه اللامع عديم الفائدة كان غير سعيد، لكنه أكمل
بكل جرأة.
" انظر. الم اخبرك
ان هذا الوغد جبان خائف حتى من الموت"
تجمد جاك وانطوني لدى
سماعهما كلام ديفيد، وبسرعة تذكرا قوانينهما. امتلأ وجهيهما بالسخرية والازدراء.
"نعم نعم، لقد
فزت"
"يا إلهي، هذه
بطاقات الوجبات لك"
من بينهم جميعا، كان
شعور جاك هو الأسوء. ليس فقط من تصرف فراي، انما لأنه خسر 10 تذاكر لوجبات طعام.
هدأ نفسه ووصل الى فراي وأصدر صوتا من انفه.
" ما المشكلة؟ هل
اكلت شيئا فاسدا بالأمس؟"
تكلم بنبرة مؤدبة بدت وكأنها
مملوءة بالاهتمام المحبب، لكن تعابيره كانت قاتلة.
لم يبد فراي أي رد فعل وفقط
أكمل قراءة الكتاب. تصلب وجه جاك. مشى بغضب بأقصى ما يمكنه واخذ الكتاب من فراي،
وحينها فقط رفع فراي نظره اليه.
"ما هي مشكلتك؟"
"ما هي مشكلتك؟
ها؟؟"
كان جاك على وشك القاء
جملة من الشتائم. على أي حال، في اللحظة التي حصل على انتباه فراي، توقف دون عمل
أي شيء.
'ماذا مع هذا الوغد. هذه العينان...'
نظرته العميقة بدت وكأنها
تنظر الى داخله. اجبر جاك نفسه على البقاء مبتسما، شاعرا بالتوتر والذعر.
"ا-انت اعتقدت ان
الأقراص المنومة مفيدة لبشرتك، ها؟ أستطيع رؤية الزيت يرشح من وجهك."
"بففف هاهاا!"
ضحك انطوني على مزحة جاك،
مما أعاد الى جاك بعض ثقته.
"أعطني بطاقة وجبتك،
فراي"
"بطاقة
الوجبة؟"
"نعم، فقد خسرت
الان عشرة بطاقات من اجل الرهان"
اختفى التوتر الذي شعر
به قبل قليل. حرك الكتاب الذي اخذه من فراي بيده، وأكمل قائلا
"راهنت بعشرة
بطاقات وجبات على موتك، كيف استطعت الظهور في الصف هكذا؟ بفضلك سأجوع الى
حين"
"بواهااهاا"
"نعم انه خطأ
فراي"
قال ديفيد وانطوني
سخريتهم هذه بحماس. بالمقابل، كان رد فعل فراي بسيطا
"اللعنة عليك"
"..."
مرة أخرى ساد الصمت في
قاعة الصف. حملق الطلاب في فراي بعيون واسعة مفتوحة. بالطبع، كان رد فعل جاك هو
الأكبر.
"ماذا قلت؟"
اختفى تردده حيال فراي وتحول
الى غضب. جاك لديه بنية جسدية جديرة بالاحترام وتعابير وحشية بالنسبة لساحر. عندما
يراه الاخرون، غالبا ما يعتقدون انه مرتزق.
عندما صك جاك على اسنانه
مهددا، أصاب الشحوب بعض الطلاب ضعيفي القلوب.
فراي، على الجانب الاخر،
بقي هادئا. في الحقيقة، كان منزعجا من جاك الى حد ما.
" اعد الي كتابي واختف
من امامي".
لم يكن جاك من النوع
الذي يثرثر فقط لإخافة الاخرين. وانما مباشرة قام بتحويل غضبه الى فعل. قبضته
هائلة الحجم اصابت فراي في وجهه.
"هاه؟"
او هذا ما ظنه
' ماذا؟؟'
لاحظ جاك سريعا ان فراي
كان واقفا بجواره مباشرة.
'ماذا حصل الان؟'
متى تمكن من الوقوف وهو
قد كان جالسا هنا منذ لحظة؟ شعر انه رأى شبحا. بينما كان فراي ببساطة يحدق في وجه
جاك المصدوم.
'ماذا بحق الجحيم مع هذا الشاب؟'
بينما كان يدقق في هؤلاء
الشباب، بدأت ذكريات فراي بالتوضح حول معاناته معهم من لحظة دخوله الاكاديمية حتى
نهاية حياته.
في البداية كانت حياته
لائقة ولطيفة. الجميع كان يبتسم له ويعامله جيدا، وهو كان سعيدا. شعر وكأنه أخيرا
وجد مكانا ينتمي له.
كان هذا حتى اكتشفوا
الحقيقة. كان لديه حساسية ضعيفة جدا للمانا ولم يستطع تنفيذ تعويذة بمستوى نجمة
واحدة بشكل صحيح. والاسوء من ذلك، كان ابنا منبوذا من بلاك هاوس.
"قمامة"
"وغد مثلك لا يستحق
ان يكون في هذ الاكاديمية"
"انا اتوسل اليك،
فقط أسرع ومت"
في ذكريات فراي، كانت
عصابة فراي شياطين. حتى قوة لوكس العقلية المنيعة لم تستطع منع جسد فراي من
الارتجاف قليلا. يستطيع الان تخيل المدى الذي عاناه بسببهم حتى الان. عاش حياة
قاسية ومؤلمة. وفوق هذا كله، لم يملك أي شخص ليعتمد عليه.
"..."
تقبل فراي ذكرياته
بالكامل. وفي الوقت ذاته، اتخذ قراره. لم ينو فراي الثأر من ديفيد وعصابته. كان
هذا بسبب الفرق الكبير بين مستوياتهم.
لكن الامر لم يكن هكذا. تصرفات
عصابة ديفيد الفظيعة وحشية كاي ارستقراطي فاسد.
"انا لا أستطيع"
"م-ماذا؟"
كان جاك خائفا قيلا من
تصرف فراي المفاجئ من حيث اختفاءه وظهوره بجانبه كالشبح، لكن بشكل أساسي كانت عينا
فراي السبب.
كانت عينا فراي كحفرة
بلا نهاية. فقط بالنظر اليهما، شعر بان روحه يتم امتصاصها.
استعاد فراي ذكرياته
عندما كان لوكس. مع الوقت تمت الإشادة به كأعظم ساحر، وحصل أيضا على اسم اخر،
المعلم الأعظم. ارتفع وأرشد ودعم العدد من التلاميذ.
ومع ذلك لم ينظر لنفسه
على انه رجل جيد. لأنه لم يعف عن أي شخص أشار بسيفه الى لوكس. ومع ذلك، الشكر لإنشائه
روح الانضباط العميق، فقد تم تقليص عدد النزاعات غير الضرورية لأقصى حد ممكن.
لكن الوضع الان أصبح
مختلفا. 4 الاف عام.
تم ختمه في الفراغ لوقت
طويل جدا. بغض النظر عن كم حاول الحفاظ على سببه سليما، الا انه كان من الصعب
البقاء في الفراغ لمدة طويلة بلا شيء لفعله. كان على حافة الجنون لألاف المرات، ومرت
عدة مناسبات حيث تم استهلاك وعيه بالكامل.
لكن لوكس استطاع النجاح
في الإبقاء على وعيه الذاتي.
كيف؟ كان هناك طريقة
واحدة فقط. قام بطرد جميع عواطفه العنيفة عنه. وكان بانتظام يتذكر الوجود الذي قام
بختمه بعيدا. غضبه شابه تعطشه للدماء. لعدة شهور، تمتم بكلمات الكراهية والشتائم
النجسة والتي كان من الصعب رفع صوته بها.
مرآة واضحة، تبقى ماء
كانت أساسية لزيادة رتبة الشخص السحرية، لكن لوكس في ذلك الوقت لم يملك خيارا. فقط
احتفظ بعواطف الأساسية، والا كان سيتم امتصاص وعيه بواسطة الهاوية منذ عصور مضت.
"كغغ..."
كان جاك غير قادر على
اصدار أي صوت. فجأة شعر بآلام شديدة في بطنه ولم يستطع حتى التنفس بشكل صحيح
بسببها. شعر وكأنه تم طعنه برمح. غارت عيناه، وفقد وعيه، اصدم جسده بالأرض مصدرا
صوتا مسموعا.
"ما كان هذا؟"
"ما الذي
يحصل؟"
سقط جاك ارضا في لحظة.
على الأقل هذا ما بدا للطلاب في غرفة الصف. لا أحد رأى ما حصل بالحقيقة.
'…'
كان فراي. رد فعله كان
متفاجئا بلا تكلف. بعد تفعيل المانا في جميع انحاء جسده تم تعزيز جميع قدراته
البدينة، وأرسل قبضته الى معدة جاك. وبحركة أسرع من السابق، أخرج قبضته واعادها.
على أي حال، كانت سلسة
التحركات هذه سريعة بشكل غير تقليدي. على الأقل بالنسبة لمدى الطلاب للأخرين لن
تكون ملاحظة ابدا.
0 تعليقات